ومنها: أن اللمز محرم, بل هو من كبائر الذنوب, في أمور الدنيا.
وأما اللمز في أمر الطاعة, فأقبح وأقبح.
ومنها: أن من أطاع اللّه, وتطوع بخصلة من خصال الخير, فإن الذي ينبغي, هو إعانته, وتنشيطه على عمله.
وهؤلاء قصدوا تثبيطهم بما قالوا فيهم, وعابوهم عليه.
ومنها: أن حكمهم على من أنفق مالا كثيرا بأنه مراء, غلط فاحش, وحكم على الغيب, ورجم بالظن, وأي شر أكبر من هذا؟!! ومنها: أن قولهم لصاحب الصدقة القليلة " اللّه غني عن صدقة هذا " .
كلام مقصوده باطل, فإن اللّه غني عن صدقة المتصدق, بالقليل, والكثير, بل وغني عن أهل السماوات والأرض.
ولكنه تعالى, أمر العباد, بما هم مفتقرون إليه.
فاللّه - وإن كان غنيا عنهم - فهم فقراء إليه " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره " .
وفي هذا القول, من التثبيط عن الخير, ما هو ظاهر بين.
ولهذا كان جزاؤهم, أن يسخر اللّه منهم, ولهم عذاب أليم.