وكل هذا حث على الجهاد في سبيل الله, تارة بالترغيب في فضله وثوابه.
وتارة بالترهيب من عقوبة تركه, وتارة بالإخبار أنه لا ينفع القاعدين قعودهم, وتارة بتسهيل الطريق في ذلك, وقصرها.
ثم قال " وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ " الآية.
يخبر تعالى, عن الذين لا يعلمون, المعرضين عما جاءت به الرسل, المعارضين لهم: أنهم إذا جاءتهم حسنة, أي: خصب وكثرة أموال, وتوفر أولاد وصحة, قالوا.
" هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ " وأنهم, إن أصابتهم سيئة أي: جدب, وفقر, ومرض, وموت أولاد وأحباب قالوا: " هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ " أي: بسبب ما جئتنا به يا محمد.
تطيروا برسول الله صلى الله عليه وسلم, كما تطير أمثالهم برسل الله, كما أخبر الله عن قوم فرعون أنهم " فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ " .
وقال قوم صالح " اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ " .