" وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ " الذين عرفوا حقائق الأشياء, ونظروا إلى باطن الدنيا, حين نظر أولئك إلى ظاهرها: " وَيْلَكُمْ " متوجعين مما تمنوا لأنفسهم, راثين لحالهم, منكرين لمقالهم.
" ثَوَابُ اللَّهِ " العاجل, من لذة العبادة ومحبته, والإنابة إليه, والإقبال عليه.
والآجل من الجنة, وما فيها, مما تشتهيه الأنفس, وتلذ الأعين " خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا " من هذا الذي تمنيتم ورغبتم فيه, فهذه حقيقة الأمر.
ولكن ما كل من يعلم ذلك يقبل عليه, فما يُلَقَّى ذلك ويوفق له " إِلَّا الصَّابِرُونَ " الذين حبسوا أنفسهم على طاعة اللّه, وعن معصيته, وعلى أقداره المؤلمة, وصبروا على جواذب الدنيا وشهواتها, أن تشغلهم عن ربهم, وأن تحول بينهم, وبين ما خلقوا له.