وأما الرسول عليه الصلاة والسلام, فوظيفته, أن يأمرهم وينهاكم, ولهذا قال: " قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ " امتثلوا, كان حظهم وسعادتهم, وإن " تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ " من الرسالة, وقد أداها.
" وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ " من الطاعة, وقد بانت حالكم, وظهرت.
فبان ضلالكم وغيكم واستحقاقكم العذاب.
" وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا " إلى الصراط المستقيم, قولا وعملا.
فلا سبيل لكم إلى الهداية إلا بطاعته, وبدون ذلك, لا يمكن, بل هو محال.
" وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ " أي: تبليغكم البين الذي لا يبقي لأحد, شكا ولا شبهة, وقد فعل صلى الله عليه وسلم, بلغ البلاغ المبين.