ولهذا قال: " مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ " أي: كسوتموها أسماء, سميتموها آلهة, وهي لا شيء, ولا فيها من صفات الألوهية شيء.
" مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ " بل أنزل الله السلطان بالنهي عن عبادتها وبيان بطلانها.
وإذا لم ينزل الله بها سلطانا, لم يكن طريق, ولا وسيلة, ولا دليل لها.
" إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ " وحده, فهو الذي يأمر وينهى, ويشرع الشرائع, ويسن الأحكام.
وهو الذي " أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ " أي: المستقيم الموصل إلى كل خير, وما سواه من الأديان, فإنها غير مستقيمة, بل معوجة, توصل إلى كل شر.